بعد إجازة طويلة امتدت لثلاثة أشهر، نعود نحن الطلاب إلى مقاعد الدراسة بحيوية وحماس، بجد ونشاط لطلب العلم، فبالعلم نرتقي حتى نحقق أحلامنا وآمالنا التي ننتظرها بشوق ولهفة، نطلب اليوم وفي كل يوم العون من الله، لأن الحياة جهاد وكفاح طويل يحتاج إلى صبر وتعقل ورضا، أكتب اليوم هذا المقال تشجيعاً لنفسي ولإخوتي الطلاب على بذل الجهد والمثابرة في سبيل التفوق والنجاح، فنحن نعمل، والعمل شاق، وطعم النجاح الذي يأتي بعد تعب وجهد لا يضاهى بأي حال من الأحوال.
وكما قال الشاعر:
لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
فالعزم والتخطيط والعمل المنظم في سبيل بدء عام دراسي حافل، أمر مهم لأنه الخطوة الأولى الصعبة التي لا تلبث أن تصبح سهلة بشيء من التمرس والتعود، فربط النفس بجدولة يومية معينة أمر في غاية الأهمية، حتى نشعر بضبط كامل لأوقاتنا دون إفراط أو تفريط أو تقصير في جانب على حساب الجانب الآخر فلكل مقام مقال.
في هذا العام الدراسي نبدأ صفحة جديدةً وعاماً جديدا ننسى فيها الماضي ونتطلع إلى الأفضل، نعالج أخطاء الماضي وهفواته بإشراقه الحاضر وبالروح المتجددة التي كلها إصرار وأمل في سبيل الصعود إلى القمة، تلك القمة التي لا يصل إليها إلا كل من تعثر في البداية قبل أن يجد الطريق الصحيح للوصول إليها.
نريد اليوم الصعود إلى هذه القمة ومحاولة التخلص من كل التراكمات التي قد تسبب لنا اليأس والإحباط. وليكن شعارنا في سبيل تنافس شريف (سأكون الأفضل) نعم سأكون لأنني سأسعى وسأحاول بشتى السبل الدخول في السبق ومجاراة أقراني بحب وألفة، سنتعاون ونتحاب حتى نشعر بمتعة التعلم والدراسة بمصاحبة الأقران الذين لا غنى لنا عنهم، وإلى جانب ذلك فنحن بحاجة إلى (التفكير بإيجابية).
وقد لا يقتنع الكثيرون بجدوى هذا السلوك، فمثلا في إحدى المحاضرات أعدت طالبة موضوعا يتحدث عن تشجيع النفس على النجاح بالوقوف أمام المرآة وترديد عبارة (أنا ناجحة) فردت عليها الأستاذة (هل جننت لأفعل ذلك)، في حقيقة الأمر هذا النوع من تحفيز النفس إنما هو أداة سحرية لا نحس نحن بجدواها أو تأثيرها لأنها تترجم مع السلوك الذي متى ما عدنا إليه وقيمناه، وجدنا الأثر الواضح لمثل هذا التغير فيه.
بطبيعة الحال ليس من الضروري بمكان الوقوف أمام المرآة ولكن يكفينا الإحساس الذي يغمر القلب ويتألف مع الروح بقوة لنشعر بالثقة والقدرة على تحقيق المراد. فالتفكير الإيجابي يعتمد على شعورنا بالراحة وثقتنا الكاملة في قدراتنا على تحقيق الأفضل. وأهم نقطة أود الإشارة إليها هي أهمية الاتصال الكامل مع الله ـ سبحانه وتعالى- وطاعته، وطلب العون والنصر منه بإخلاص مع صدق نية، وتوكل وبذل الأسباب فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
بالعودة إلى نقطة البداية نقول أهلا بالدراسة ومرحى بالعلم فهيا نشمر السواعد ونربط الحزمة لننطلق في رحلة السقوط إلى القمة بعزم وحماس دون أن نترك للكسل أو الإحباط مكان.